Pages

Friday, January 11, 2013

احمد شوقي - بدأ الطيفُ بالجميل وزارا

بدأ الطيفُ بالجميل وزارا     يا رسولَ الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا     وتيممْ من السويداء دارا
أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ     عادة النور ينزل الأبصار
زار ، والحربُ بين جفني ونومي     قد أعدّ الدجى لها أوزارا
حسن يا خيالُ صنعك عندي     أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا
ما لربِّ الجمالِ جارَ على القلـ     ـبِ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا؟
وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزيـ     ـه عن الذنب رقَّة ً واعتذارا
أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً     وجريحُ الأَنام يطلب ثارا؟
أَيها العاذلون، نِمتم، ورام السُّـ     ـهدُ من مقلتيَّ أَمراً، فصارا
آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً     وأذى النصحِ أن يكون جهارا
ساءَلَتْني عن النهار جفوني     رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا
قلن: نَبكيه؟ قلت: هاتي دموعاً     قلْن: صبراً، فقلت: هاتي اصطبارا
يا لياليَّ، لم أَجِدْكِ طوالاً     بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا
إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً     لا يبالي بحلمهن صغارا
لم نفقْ منك يا زمان فنشكو     مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا
فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ     خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى

احمد شوقي - أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ

أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ أَبُثُّكَ وَجْدي يا حَمامُ، وأُودِعُ     فإنك دونَ الطيرِ للسرِّ موضعُ
وأَنت مُعينُ العاشقين على الهوى     تئِنُّ فنُصْغي، أَو تحنُّ فنَسْمَع
أَراك يَمانِيّاً، ومصرُ خميلتي     كلانا غريبٌ، نازحُ الدارِ، مُوجَع
هما اثنان: دانٍ في التغرُّب آمنٌ     وناءٍ على قربِ الديار مروع
ومن عجب الأشياء أبكي واشتكي     وأَنت تُغَنِّي في الغصونِ وتَسْجَع
لعلك تُخفي الوجدَ، أَو تكتمُ الجَوى     فقد تمسك العينان والقلبُ يدمع
شجاكَ صِغارٌ كالجُمانِ ومَوْطِنٌ     نَدٍ مثلُ أَيامِ الحَدَاثَة ِ مُمْرعُ
إذا كان في الآجال طولٌ وفسحة ٌ     فما البينُ إلا حادثٌ متوقع
وما الأَهلُ والأَحبابُ إلاَّ لآلِىء ٌ     تفرقها الأيامُ ، والسمطُ يجمع
أَمُنْكِرَتي، قلبي دليل وشاهدي     فلا تُنكريه، فهْو عندَكِ مُودَع
أَسيرُكِ، لو يُفْدَى فَدَتْه بجمعها     جوانحُ في شوقٍ إليه وأَضْلُع
رماه إليك الدهرُ من حاق الهوى     يذال على سفح الهوان ويوضع
ومن عجبٍ، يأْسَى إذا قلت: مُتْعَبٌ     ويطرَبُ إن قلت: الأَسيرُ المُمنَّع
لقيتِ عليماً بالغواني، وإنما     هو القلبُ ، كالإنسان يغرى ويخدع
واعلم أن الغدرَ في الناس شائعٌ     وأن خليلَ الغانيات مضيَّع
وأَنَّ نِزاعَ الرُّشدِ والغَيِّ حالة ٌ     تجيءُ بأحلامِ الرَّجال وترجع
وأَن أَمانيَّ النفوسِ قواتلٌ     وكثرتُها من كثرة الزَّهرِ أَصْرَع
وأن داعة َ الخير والحقِّ حربهم     زمانٌ بهم عهد سُقْراطَ مُولَع

احمد شوقي - تاتي الدلالَ سجية ً وتصنعا

تاتي الدلالَ سجية ً وتصنعا     وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا
تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم     حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا
لك أن يروعك الوشاة ُ من الهوى     وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا
قالوا: لقد سَمع الغزالُ لمن وشَى     وأقول : ما سمع الغزالُ ، ولا وعي
أنا من يحبك في نفارك مؤنساً     ويحبُّ تيهكَ في نفاركَ مطمعا
قدّمتُ بين يديَّ أَيامَ الهوى     وجعلتُها أَملاً عليكَ مُضيَّعا
وصدقتُ في حبِّي، فلست مُبالياً     أن أمنحَ الدنيا به أو أمنعا
يا من جرى من مقتيه إلى الهوى     صِرفاً، ودار بوَجنتيْه مُشَعْشَعا
الله في كبدٍ سقيتَ بأربع     لو صبَّحوا رضْوى بها لتصدّعا

احمد شوقي - رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ

رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ     أحسن الأيام يوم أرجعك
مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني     أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك؟
كم شكوتُ البيْن بالليل إلى     مطلع الفجر عسى أن يطلعك
وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا     فشكا الحرقة مما استودعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى     بعذولي في الهوى ما جَمعَك؟
أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي     زَعَم القلبَ سَلا، أَو ضيَّعك
مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه     آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك!!
أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَعٌ     ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك
نامت الاعين ، إلا مقلة     تسكُب الدمعَ، وترعى مضجَعك

احمد شوقي - علموه كيفَ يجفو فجفا

علموه كيفَ يجفو فجفا     ظالمٌ لاقيْت منه ما كفى
مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي     أَتُراهم علَّموه السَّرَفا؟
جعلوا ذنبي لديْه سَهَري     ليت بدري إذ درى الذنب عفا
عرف الناسُ حقوقي عنده     وغريمي ما درى ، ما عَرفا
صحّ لي في العمرِ منه موعِدٌ     ثم ما صدقتُ حتى أخلفا
ويرى لي الصبرَ قلبٌ ما درى     أَنّ ما كلفني ما كلفا
مُستهامٌ في هواه مُدْنَفٌ     يترضَّى مستهاماً مُدْنفا
يا خليليّ، صِفا لي حيلة     وارى الحيلة أن لا تصفا
أنا لو ناديته في ذلة ِ     هي ذي روحي فخذها ، ما احتفى

احمد شوقي - جئتنا بالشعور والأحداق

جئتنا بالشعور والأحداق     وقسمن الحظوظَ في العشاقِ
وهَزَزْنَ القَنا قُدوداً، فأَبلى     كل قلبٍ مستضعفٍ خفاقِ
حبذا القسم في المحبين قسمي     لو يلاقون في الهوى ما ألافي
حيلتي في الهوى وما أَتمنى     حيلة الأَذكياءِ في الأَرزاق
لو يُجازَى المحبُّ عن فَرْطِ شَوْقٍ     لَجُزيتُ الكثيرَ عن أَشواقي
وفتاة ٍ ما زادها في غريب الـ     ـحسن إلا غرائب الأخلاق
ذقت منها حلواً ومراً ، وكانت     لذة ُ العشق في اختلاف المذاق
ضرَبتْ موعداً، فلما التقينا     جانبتني تقول: فِيمَ التلاقي؟
قلت: ما هكذا المواثيقُ، قالت:     ليس للغانياتِ من ميثاق
عطفتها نحافتي ، وشجاها     شافعٌ بادرٌ من الآماق
فأرتني الهوى ، وقالت : خشينا     والهوى شُعبة ٌ من الإشفاق
يا فتاة َ العراقِ، أَكتمُ مَنْ أَنـ     ـتِ، وأَكنِي عن حبِّكم بالعراق
لي قوافٍ تَعِفُّ في الحبّ إلا     عنْكِ، سارت جوائِبَ الآفاق
لا تَمَنَّى الزمانُ منها مزيداً     إن تمنيت أن تفكي وثاقي
حمِّليني في الحبِّ ما شئتِ إلاَّ     حادث الصدّ ، أو بلاءَ الفراق
واسمحي بالعناق إن رضي الدّلُّ     وسامحت فانياً في العناق

احمد شوقي - مضنى وليس به حراكْ

مضنى وليس به حراكْ     لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ
ويميل من طربٍ إذا     ما ملتَ يا غصنَ الأراك
إن الجمال كساك من     ورق المحاسن ما كساك
ونبتَّ بين جوانحي     والقلبُ من دَمِه سقاك
حُلوَ الوعودِ، متى وفاك؟     أَتُراكَ مُنْجزَها تُراك؟
من كلِّ لفظٍ لو أَذِنـ     ـتَ لجله قبلتُ فاك
أَخذَ الحلاوة َ عن ثَنا     ياك العِذاب، وعن لَمَاك
ظلماً أقول: جَنَى الهوى     لم يجْنِ إلا مُقْلتاك
غدَتا منِيَّة َ مَنْ رَأَيْـ     ـتَ ، ورحتَ منية َ منْ رآك

احمد شوقي - فدتك الجوانحُ من نازلِ

فدتك الجوانحُ من نازلِ     وأَهلاً بطيْفكَ من واصِل
بذلت له الجفنَ دون الكرى     ومَنْ بالكرى للشجِي الباذِل؟
وقلت: أراك برغم العذول     فنابَ السهادُ عن العاذل
فوَيْحَ المتيَّمِ!! حتى الخيالُ     إذا زارَ لم يَخْلُ من حائل
يَحِنُّ إليك ضلوعٌ عَفَتْ     من البيْن في جَسَدٍ ناحل
وقلبٌ جوٍ عندها خافقٌ     تعَلَّقَ بالسَّنَدِ المائل
ومن عبثِ العشقِ بالعاشقين     حنينُ القتيل إلى القاتل
غفلت عن الكاسِ حتى طغت     ولي أَدبٌ ليس بالغافل
وشَفَّتْ، وما شفَّ مني الضميرُ     وأَين الجماد من العاقل؟
يظلُّ نديمي يسقى بها     ويشربُ من خُلُقي الفاضل
أُبدّدُها كرماً كلما     بدتْ لي كالذهب السائل

احمد شوقي - لاَم فيكم عذولُه وأَطالا

لاَم فيكم عذولُه وأَطالا     كمْ إلى كمْ يُعالج العُذَّالا؟
كل يوم لهم أحاديث لومٍ     بدأَتْ راحة ً، وعادتَ مَلالا
بعثت ذكرَكم، فجاءَت خِفافاً     واقتضت هجرَكم، فراحت ثقالا
أيها المُنكِرُ الغرامَ علينا     حَسْبُكَ الله، قد جَحدت الجمالا
آية الحسن للقلوب تجلت     كيف لا تعشق العيون امتثالا؟
لكَ نُصحي، وما عليكَ جدالي     آفة ُ النصحِ أن يكون جدالا
وهب الرشدَ أنني أنا أسلو     ما من العقل أن تروم محالا

احمد شوقي - بات المعنى والدجى يبتلي

بات المعنى والدجى يبتلي     والبرحُ لا وانٍ وما منجلي
والشُّهْبُ في كلِّ سبيلٍ له     بموقف اللوام والعذل
إذا رعاها ساهياً ساهراً     رعينهُ بالحدقش الغفل
يا ليل ، قد جرتَ ، ولم تعدل     ما انت يا أسودُ إلا خلي
تالله لو حُكِّمْت في الصبح أَن     تفعل أَحجمْتَ فلم تفعل
أَوشِمتَ سيفاً في جيوش الضحى     ما كنتَ للأَعداءِ ما أَنت لي
أبيت أسقى ويدير الجوى     والكأْسُ لا تفْنى ولا تمتلي
الخَدُّ من دمعي ومن فَيْضه     يشرب من عين ومن جَدْول
والشوقُ نارٌ في رَماد الأَسَى     والفكرُ يُذكِي، والحشَا يَصطلي
والقلب قَوَّامٌ على أَضْلُعي     كأَنه الناقوسُ في الهيكل

احمد شوقي - أَنا إن بذلتُ الروحَ كيف أُلامُ

أَنا إن بذلتُ الروحَ كيف أُلامُ     لمّا رَمَتْ فأَصابَتِ الآرامُ؟
عمدتْ إلي قلبي بسهمٍ نافذٍ     فيه لمحتومِ القضاءِ سهام
يا قلبُ ، لا تجزع لحادثة الهوى     واصبر ، فما للحادثاتِ دوام
تجري العقول بأهلها ، فإذا جرى     كبَتِ العقولُ وزلَّتِ الأَحلام
ما كنت أعلمُ - والحوادثُ جمة ٌ -     أن الحوادث مقلة ٌ وقوام
جنيا على كبدي وما عرضتها     كبدي ، عليك من البريء سلام
ولقد أَقولُ لمن يَحُثّ كؤوسها     قعدتْ كئوسك والهمومُ قيام
لم تجرِ بين جوانحي إلاَّ كما     جرَتِ الدِنانُ بها وسال الجَام

احمد شوقي - هل تيم البانُ فؤاد الحمام

هل تيم البانُ فؤاد الحمام     فناح فاسْتبكى جفونَ الغمام؟
أَم شَفَّه ما شفَّني فانثنى     مُبَلْبَلَ البالِ شريدَ المنام؟
يهزه الأيكُ إلى إلفه     هَزَّ الفراش المدنفَ المستهام
وتُوقِدُ الذكرى بأَحشائه     جمراً من الشوق حثيث الشرام
كذلك العاشق عند الدجى     يا للهوى مما يثير الظلام !
له إذا هبَّ الجوى صرعة ٌ     من دونها السحرُ وفعلُ المدام
يا عادي البينِ ، كفى قسوة ً     روعتَ حتى مهجات الحَمام
تلك قلوب الطيرِ حَمَّلْتَها     ما ضعفتْ عنه قلوبُ الأَنام
لا ضرب المقدور أحبابنا     ولا أَعادينا بهذا الحُسام
يا زمن الوصل ، لأنت المنى     وللمُنى عِقْد، وأَنت النظام
لله عيشٌ لي وعيشٌ لها     كنتَ به سمحاً رخِيَّ الزِّمام
وأنسُ أوقاتٍ ظفرنا بها     في غفلة الأَيام، لو دُمْتَ دام
لكنه الدهر قليلُ الجدى     مضيعُ العهد ، لئيم الذمام
لو سامحتنا في السلام النوى     لطال حتى الحشرِ ذاك السلام
ولانقضى العمران في وقفة     نسلو بها الغمض ونسلو الطعام
قالت وقد كاد يَميد الثرى     من هَدَّة ِ الصبر وهَوْلِ المقام
وغابت الأعينُ في دمعها     ونالت الألسن إلا الكلام :
يا بينُ، وَلَّى جَلدي فاتَّئِدْ     ويا زماني ، بعض هذا حرام
فقلت والصبرُ يجاري الأَسى     واللبُّ مأْخوذٌ، ودمعي انسجام
إن كان لي عندك هذا الهوى     بأيما قلت كتمت الغرام

احمد شوقي - صريعُ جفنيك ينفي عنهما التُّهَما

صريعُ جفنيك ينفي عنهما التُّهَما     فما رميت ولكن القضاءَ رمى
الله في روح صبٍّ يغشيان بها     مَوَارِدَ الحتْفِ لم ينقل لها قدما
وكُفَّ عن قلبه المعمودِ نَبْلَهما     أليس عهدك فيه حبة ً ودما ؟
سلوا غزالاً غزا قلبي بحاجبه     أما كفى السيف حتى جرد القلما ؟
واستخبِروه: إلى كم نارُ جَفْوَتِه؟     أما كفى ما جنت نارُ الخدود أما ؟
واستوهبوه يداً في العمر واحدة ً     ومَهِّدا عُذْرَه عني إذا حرما
ولا تروا منه ظلماً أن يضيعني     من ضيَّع العرضَ الملوك ما ظلما

احمد شوقي - ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ

ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ     لباه شوقٌ ساهرٌ وغرام
حيرانُ، مشبوبُ المضاجعِ، ليلُه     حربٌ، وليلُ النائمين سلام
بين الدُّجى لكما وعادية ِ الدّجى     مهجٌ تُؤلِّفُ بينها الأَسقام
تتعاونان ، وللتعاون أمة ٌ     لا الدهرُ يخذلها ولا الأَيام
يا أيها الطيرُ الكثير سميره     هل ريشة ٌ لجناحه فيقام ؟
عانقت أغصاناً ، وعانقت الجوى     وشكوتَ ، والشكوى عليَّ حرام
أمحرمَ الأجفانِ إدناء الكرى     يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
حاولن منه إلى خيالك سلما     لو سامحتْ بخيالك الأحلام
فأْذَنْ لِطَيْفِك أَن يُلِمَّ مُجامِلاً     ومؤمَّلٌ من طيفك الإلمام

احمد شوقي - شغلته أشغالٌ عن الآرام

شغلته أشغالٌ عن الآرام     وقضى اللبانة من هوى وغرامِ
ومَضَى يجرُّ على الهوى أَذيالَه     ويلومُ حاملَه مع اللُّوَّام
ويذمُّ عهدَ الغانياتِ كناقهٍ     بعد الشفاءِ يذُّم عهد سقام
لا تعجلَنَّ وفي الشباب بقيَّة ٌ     حربٌ، وليلُ النائمين سلام
كانت أنابتك المريبة سلوة     نسجتْ على جرحٍ بجنبك دامي
إن الذي جعل القلوب أعنة ً     قاد الشبيبة َ للهوى بزمام
يا قلبَ أَحمدَ ـ والسهامُ شديدة ٌ ـ     ماذا لقيتَ من الغزال الرامي؟
تدري ، وتسألني تجاهلَ عارفٍ :     أَرَنَا بعينٍ أَم رمَى بسهام؟
ما زلتَ تركَبُ كلَّ صعبٍ في الهوى     حتى ركِبْتَ إلى هواك حِمامي
وإذا القلوبُ استرسلت في غَيِّها     كانت بليتها على الأجسام